سورية بين صراع الارادات " الوطنية " ٠٠ والمصالح الدولية ( ٢ )

مصطفى حواء
قبل الحديث عن الحل " الوطني " الكفيل بخروج سورية ( الدولة والمجتمع ) من المأزق / المحنة الراهنة ٠٠ لابد من الاقرار ان هناك العديد من الحلول المقترحة لتجاوز الأزمة ٠ منها الحل " القطري " الذي يمكن ان ينضح من الواقع السوري ( إمكانيات وادوات واليات )٠ ومنها الحل " القومي " ، ومنها الحل " الدولي " الذي يجري تنفيذه حالياً من قبل مايسمى بالمجتمع الدولي ٠ ونرتاًي البداية من هذا الاًخير باعتباره " الحل " الذي تمليه عناصر القوة المادية التي تتفوق فيها الولايات المتحدة والاتحاد الروسي ، ومن يدور في فلك القطبين من دول تابعة ٠٠ اما باقي الحلول ٠٠ فهي لازالت مرتهنة أو مغيبة أو ملتبسة ، وفرص ترجمتها على الأرض لإزالت غامضة أو غير مؤكدة ٠
الحل " الدولي "
في سياق متصل مع ما سبق في " بوست " سابق ، فإن الدولة السورية ، مع جميع قوى الصراع المسلح فيها ، باتت في " قبضة " قطبي الصراع العالمي ، وان مايمارس على الأرض السورية لايمكن ان يكون الاً محصلة للتجاذبات الدولية ومصالحها اولاً ، اما مكان مصلحة الدولة السورية فلن يكون الاً على هامش المصالح الدولية ٠٠ وهذا أمر تمليه طبيعة العلاقات الدولية الراهنة ٠
على هذا يمكن القول ان " الحل " الذي يجري تنفيذه حالياً ، بجميع ادواته والياته العسكرية والسياسية ، لن يكون حلاً " وطنيا " باًي معنى من معاني الوطنية ٠
بالنسبة " للاًدوات " فهي مستمدة ، في غالبيتها ، من واقع التهتك الاجتماعي في سورية ، الذي ادى إلى " فرز " مصطنع ، على أسس مذهبية وعرقية ٠ جرى احتضان مخرجات هذا الفرز من قبل قوى محلية واقليمية ودولية تؤسس على المصالح العرقية والمذهبية ، وانفردت الولايات المتحدة برعاية واحتضان " الكرد" ٠
وتعزيز قدراتهم لتمكينهم من ممارسة " حق تقرير المصير " في شمال وشمال شرق سورية ، يتماهى معها ، حتى الاًن ، الاتحاد الروسي والأوربي ٠
بالنسبة " للآليات " اتفق قطبي الصراع العالمي على ترسيخ واقع " المناطق الاًمنة " حسب المصطلح الأمريكي ، أو مناطق " خفض التوتر " حسب المصطلح الروسي ، وذلك في ( ٤ ) مناطق برعاية الدول الأربع ، وهذا يتفق مع مخطط تقسيم الدولة السورية إلى مناطق نفوذ لقوى الصراع الدولي ٠ وما يجري العمل عليه هذه الأيام في " استانة " مابين روسيا والولايات المتحدة وإيران وتركيا يعني تثبيت مواقع المقاتلين على الأرض برعاية الدول الاًربع ، بذلك تكون هذه الدول قد اضفت الشرعية السياسية لما يعتقده كل فريق انه يقاتل " لتحرير " مناطق نفوذه المذهبية والعرقية وهذا يتضمن احتمالات مؤجلة لمنح " حق " تقرير المصير في هذه المناطق ٠وهذا كفيل بتعريض مصير الدولة والمجتمع لمخاطر جسيمة ٠
اماالإصرار على الدعوة إلى " حل سياسي " من قبل كافة الأطراف ، فماهي ، في حقيقة الأمر ، الاً دعوة للاتفاق على تفاصيل الحل الجاري تنفيذه حالياً على أسس عرقية ومذهبية ، وهي تفاصيل تتعلق بالحدود الجغرافية للكانتونات التي ستؤول إليها الدولة السورية ٠٠ لذلك كانت اجتماعات " استانة " عسكرية ميدانية ، وليست سياسية ٠
على هذا ٠٠ يكون الحل الدولي ، الجاري تنفيذه حالياً ، وعلى المدى الاسترتيجي ، في غير صالح وحدة الاًراضي السورية التي يعلن الجميع تبنيها ٠
للحديث بقية ٠٠ في الحل القطري
ملاحظة : هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الحزب أو الموقع , وإنما يعبر عن رأي كاتبه فقط لذلك اقتضى التنويه .
أضف تعليقك