حياتي بين الفكر والسياسة - د. جمال الأتاسي

تحت هذا العنوان جاءتني الأسئلة التي سأحاول الإجابة عليها بمقدار ما تسعفني الذاكرة وما ترسخ من تجارب الحياة فكراً وسياسة، وما كان دور الفكر في حياتي مجرد تراكمات لمعارف وعلوم وثقافات أو لقناعات تشكلت وعبرت عنها، فأنا ما أنتجت في هذا المجال ولا كتبت نشرة أو مقالة أو بحثاً ولا ترجمت كتاباً إلا وكان ذلك من خلال موقف أيديولوجي وسياسي ولإحداث فعل وتأثير هادف في مرحلة معينة من مراحل عملنا الوطني والقومي، ولا السياسة كانت حرفة لي أو وظيفة أو تطلعاً لموقع نفوذ أو سلطة، بل السياسة التي استأثرت بالقسط الأوفر من اهتماماتي كانت وما زالت في حياتي التزاماً بقضية وإحساساً بمسؤولية وواجباً وطنياً وقومياً لتغيير واقع، والعمل في إطار جماعة ومجموعة ملتزمة بأهداف النضال القومي، كمشروع للتحرر والنهوض العربي والوحدة، وبهذا المنحى لا تعود حركة الإنسان السياسية وسعيه للفعل والتأثير في التحرك التاريخي لمجتمعه وأمته، إلا وهي على تلازم عميق مع تقدم حركة وعيه ومعرفته، ليصبح الفكر دليل الممارسة، ولتصبح الممارسة منظوراً ومنهجاً في التفكير أيضاً .
للاطلاع على الملف
أضف تعليقك